اتخاذ قرارات محايدة

بالإضافة إلى العوامل الداخلية، مثل جودة الإدارة ومهارات المديرين، يمكن ان تلعب التأثيرات الخارجية دورًا مهمًا في أداء البيروقراطية. وأكثر مصادر التأثير شيوعًا في صنع القرار في البيروقراطية هي النخبة السياسية  (Acemoglu & Robinson, 2007)، إن الصلة بين السياسيين - البيروقراطيين أساسية لعمل البيروقراطية، ولا سيما اختيار وتحفيز المسؤولين الحكوميين.  إن المحسوبية، أو تقديم الوظائف، والعقود، ودعم الرفاهية ، والمال ، وما إلى ذلك مقابل التأييد السياسي، هي سمة مشتركة للقطاع العام عبر البلدان في جميع المناطق وفئات الدخل (Bold et al., 2018; Anderson et al., 2014; Keefer, 2007). ويمكن أن يؤدي التدخل السياسي في إدارة شؤون الموظفين إلى تعطيل الأداء الفعال للإدارة والمدارس (Berenschot, 2018; Bruns & Luque, 2014). ويمكن أن يؤثر ايضا على أداء البيروقراطية بشكل غير مباشر عن طريق خفض الحافز ومستوى الرضا لدى الموظفين الحكوميين ممن تضرروا بممارسات المحسوبية (Meyer-Sahling et al., 2018).

وبالإضافة الى إدارة شؤون الموظفين، غالبًا ما تكون نتائج السياسات دون المستوى الأمثل، عندما تكون المحسوبية السياسية هي السائدة. في الهند، مثلا، كانت فعالية الرصد المُمَكَّن رقميًا للعاملين الصحيين لتحسين الحضور مشروطة بالسياسة المحلية، حيث أن العديد من الحكومات المحلية لم تستخدم البيانات لمعاقبة العمال المتغيبين لأنهم كانوا محميين من قبل (Dhaliwal & Hanna, 2017). و في باكستان، الرصد القائم على الهواتف الذكية للمشرفين الصحيين في الأقضية في العيادات الريفية ضاعف من عمليات التفتيش على المرافق الصحية وقلل من تغييب العاملين الطبيين، ولكن النتائج كانت متوقفة إلى حد كبير على شدة سياسات المحسوبية في المنطقة المحلية (Callen et al., 2015).